رئيس الوزراء ونظيره المصري يترأسان اجتماعات اللجنة العليا المشتركة

عقدت في عمان، اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة في أعمال دورتها التاسعة والعشرين وترأسها عن الجانب الأردني رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وعن الجانب المصري رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. ورحب رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بعقد اجتماعات اللجنة العليا الاردني المصرية، مؤكدا أنها من أكثر اللجان انتظاما وإنتاجية وتنعكس نتائج أعمالها على العلاقات الثنائية بين البلدين.
 
وأكد رئيس الوزراء على العلاقات النموذجية والاستراتيجية الضاربة جذورها في التاريخ التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، لافتا إلى أن تميز هذه العلاقات يبدأ بالعلاقات الأخوية التي تجمع جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه سيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتنسحب ايضا على العلاقات الوثيقة بين حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين.
ولفت إلى المواقف المشتركة والمتطابقة للبلدين تجاه منظومة الأمن القومي العربي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة ايجاد حل لها على أساس حل الدولتين يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب شعوب ودول المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء تقدير الاردن لمواقف جمهورية مصر العربية واسنادها الدائم للدور والمسؤولية المنوطة بجلالة الملك عبدالله الثاني باعتباره الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات. كما أكد الخصاونة وقوف الاردن إلى جانب مصر في تصديها لكل ما من شأنه أن يمس الأمن الوطني المصري، مشددا على أن المحافظة على الأمن الوطني المصري هو جزء من المحافظة على منظومة الأمن الوطني العربي والأردني.
ولفت رئيس الوزراء إلى الآلية الثلاثية التي تجمع الاردن ومصر والعراق تؤسس لتعميق التكامل الاقتصادي والتجاري وفي مجال الطاقة بين الدول الثلاث، مؤكدا أن هذه الآلية تسير بالتوازي مع الآليات الثنائية للتعاون العربي.
واشار الخصاونة إلى أن اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة تعقد والعالم أجمع يعيش في ظلال أزمة فرضتها جائحة كورونا أدت إلى تغييرات هيكلية في بنية الاقتصاد العالمي وأثرت على المنظومة الصحية الدولية وحتى على المزاج العام للشعوب وعلى حركة الترانزيت والشحن والتبادل التجاري وحركة الاشخاص "ولكن عجلة الحياة يجب أن تستمر وسيكون لنا مقاربات ثنائية وحتى ثلاثية للتغلب على الجائحة وصولا الى صيف أمن تعود فيه شبكة العلاقات الإقليمية والعجلة الاقتصادية الى الدوران ".
واعرب رئيس الوزراء عن الامل بان تكون هذه الاجتماعات بناءة ومثمرة تعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين الشقيقين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، أن اللجنة العليا الأردنية المصرية تعد من أنجح اللجان الثنائية وحرص جمهورية مصر العربية على انتظام عقدها لتنعكس على مستوى العلاقات والتعاون المشترك.
كما أكد على التنسيق المشترك للبلدين تجاه مختلف القضايا العربية والاقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرص البلدين وسعيهما لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد مدبولي على ضرورة تجاوز الآثار والتحديات التي تفرضها جائحة كورونا وعودة حركة التبادل التجاري بين البلدين إلى سابق عهدها، لافتا إلى أن المنتجات والسلع الأردنية مرحب بها في السوق المصرية بذات القدر الذي تحظى به المنتجات والسلع المصرية في السوق المصرية.
كما أعرب رئيس الوزراء المصري عن الشكر والتقدير للرعاية والاهتمام الذي تحظى به العمالة المصرية في الاردن. وبحثت اللجنة العليا التي شارك فيها وزراء ومسؤولون من الجانبين سبل تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات وفي مقدمتها زيادة معدلات التبادل التجاري وتعزيز الربط الكهربائي والتعاون في مجالات الغاز والنفط وتسهيل اجراءات دخول الأدوية الأردنية إلى السوق المصري وزيادة المبادلات الزراعية.
وكان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عقد لقاء ثنائيا مع نظيره رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي جرى خلاله استعراض العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة على المستويين الثنائي وفي اطار الآلية الثلاثية التي تربط الاردن مصر والعراق .
 
وقال رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في تصريحات صحفية عقب الاجتماعات، إن اللجنة العليا الأردنية المصرية من أكثر اللجان انتظاما على مستوى العمل والتنسيق العربي المشترك وتبحث بالسبل الكفيلة بالارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية والعميقة بين البلدين الشقيقين اللذين تجمعهما علاقة استثنائية ونموذجية على مستوى القيادتين جلالة الملك عبدالله الثاني واخيه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومتي البلدين وشعبيهما الشقيقين.
واكد أن العلاقة بين الأردن ومصر هي نمط العلاقة المثالية التي يتعين أن تكون عليها العلاقات بين الأشقاء جميعاً.
ولفت الخصاونة إلى أنه تمخضت اجتماعات اليوم عن توقيع مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات مراقبة الشركات والموارد المائية وتبادل الخبرات في مجال التخطيط والاثار والاسكان والتطوير الحضري والربط الكهربائي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واشار إلى أن رئيس الوزراء المصري نقل رسالة شفوية إلى جلالة الملك عبدالله الثاني من الرئيس المصري لدى استقبال جلالته له اليوم، مؤكدا أن هذه العلاقة المثالية بين البلدين ترتكز الى اننا دوما في مركب واحد وان اصطفافاتنا فيما يتعلق بالقضايا السياسية وتعريفاتنا للتهديد المستهدف للأمن القومي لأي من البلدين والأمن القومي العربي برمته هو تصنيف واحد.
واكد الخصاونة على تطابق مواقف البلدين تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الذي يؤدي غياب الحل العادل والشامل والدائم لها الى عدم ازالة اسباب التوتر من المنطقة ونتفق على ان الحل الوحيد للقضية هو حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة والناجزة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ولتعيش بأمان مع دول وشعوب المنطقة برمتها وتؤسس لحالة من الاستقرار الاقليمي.
واشار إلى أن رؤى البلدين تتطابق ايضا تجاه أهمية الرعاية والوصاية الهاشمية التي يباشرها جلالة الملك عبدالله الثاني على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف والتي تدعمها مصر في اطار الوصاية الهاشمية على المقدسات.
وقال رئيس الوزراء "نحن في الاردن نعتبر ان الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الامن القومي للمملكة الاردنية الهاشمية ونحن نساند بالكامل الموقف المصري ازاء القضايا المركزية المصرية ومنها المقاربة المصرية المرتبطة بسد النهضة والافاق والكيفية المطروحة للحل وفق هذا التصور الذي تقدمه القيادة المصرية باعتباره يمثل مقاربة حصيفة لتسوية هذه القضية دون أي مساس بحقوق الدول المتشاطئة وخصوصا جمهورية مصر العربية الشقيقة مثلما تتطابق مواقفنا تجاه القضايا الاقليمية والدولية".
واكد الخصاونة أن المباحثات تناولت الآلية الثلاثية التي تجمع الاردن ومصر والعراق والتي كان اخر اجتماعات القمة لقادتها في شهر آب من العام الماضي والتي استضافها جلالة الملك في عمان بحضور الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والاتفاق على مأسسة هذه الآلية لتبدأ بوجود سكرتاريا دائمة انتقالية تحتضنها وزارة الخارجية في الدولة التي تستضيف القمة معلنا ان قمة ثلاثية سيتم عقدها في وقت قريب بين قادة الدول الثلاث الشقيقة.
واشار بهذا الصدد إلى أن عمان تحتضن حاليا اجتماعات للوزراء القطاعيين الأردنيين والمصريين والعراقيين تحضيرا للقمة الثلاثية في اطار هذه الآلية الهامة والاساسية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وفي مجال البترول والغاز والمعادن والثروات الطبيعية وتحديد مشاريع معينة لتبدأ المباشرة بها بما ينعكس بالفائدة على الدول الثلاث وشعوبها.
كما اكد الخصاونة "اتفقنا على الاستمرار بالتنسيق الدائم وتبادل الزيارات بعيدا عن الاطار المؤسسي للجان المشتركة ومعالجة أي قضايا او عوائق تعترض مسيرة التعاون الثنائي او حتى الثلاثي عبر حلول مباشرة من الوزراء والمسؤولين".
واعرب رئيس الوزراء عن الشكر للأشقاء في جمهورية مصر العربية على الاستجابة الفورية والمباشرة لبعض احتياجات الاردن الدوائية والتي تكرم الأشقاء بتلبيتها على الفور وتيسير بعض الاجراءات التي تؤدي الى انسيابية حركة التجارة بين البلدين.
واكد الخصاونة أن الأشقاء المصريين في الاردن هم محط الرعاية والاهتمام والمحبة النابعة من اواصر العلاقات الأخوية وهم في بلدهم الثاني.
بدوره، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة هي من أهم اللجان الدولية التي تعقد بين بلدين، وتعكس مدى حرص الأردن ومصر على انتظام واستمرار عمل هذه الاجتماعات وتفعيل المشروعات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين.
وأكد مدبولي متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تعكس مدى التواصل المستمر والتنسيق الكامل بين الدولتين في هذه الفترة الاستثنائية التي يشهدها العالم نتيجة جائحة كورونا والتحديات التي فرضتها على المنطقة والعالم.
ولفت إلى تأكيد رئيسي وزراء البلدين خلال اجتماعات اللجنة العليا على قيام وزراء الجانبين الأردني والمصري باستمرار وإدامة اللقاءات الثنائية، وحل المشاكل والمستجدات التي تطرأ على القضايا المتعلقة بين البلدين في مختلف المجالات وبصورة مباشرة.
وأشار إلى أن الاجتماعات ناقشت أيضا العديد من الأمور المتعلقة بالتعاون الثنائي في مجالات النقل وتبادل السلع التجارية بين البلدين، لافتاً إلى أن هناك تخطيطاً بين الأردن ومصر والعراق لمضاعفة التبادل التجاري بعد انتهاء جائحة كورونا.
وأوضح رئيس الوزراء المصري أن الاجتماعات تناولت آلية تعزيز التعاون الثلاثي بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، كاشفاً عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين زعماء الدول الثلاثة خلال الفترة المقبلة، لمناقشة عدد من المشروعات المهمة المشتركة بين الأردن ومصر والعراق.
كما أشار مدبولي إلى اللقاء الذي جمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم، ونقل لجلالته رسالة من أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدت على دعم مصر للأردن في جميع المجالات وخصوصا الصحية منها.
وأضاف أن رسالة السيسي أكدت أهمية العمل المشترك والتنسيق الثنائي والكامل بين البلدين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.
وبين رئيس الوزراء المصري أن جلالة الملك أكد خلال اللقاء على دعم الأردن الكامل لكل القضايا المصرية، وتأكيد جلالته على أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأردني، لافتاً إلى أن جلالته حمله رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح المصري تؤكد دعم الأردن الكامل لمصر في قضية سد النهضة.
وأكد مدبولي على الموقف المشترك بين الأردن ومصر حيال العديد من القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية، وضرورة حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ووقع البلدان في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة 7 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية شملت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مراقبة الشركات والبرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال تبادل الخبرات بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التعاون الدولي المصرية.
كما شملت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاثار والبرنامج التنفيذي للتعاون في مجال الاسكان والتطوير الحضري للأعوام (2021- 2022) واتفاق اطاري لتعزيز قدرات الربط الكهربائي بين البلدين ومذكرة تفاهم في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بين حكومتي البلدين.
ووقع رئيسا الوزراء في البلدين على محضر اجتماعات الدورة التاسعة والعشرين للجنة العليا الاردنية المصرية المشتركة. (بترا)

23-آذار-2021 20:54 م

نبذة عن الكاتب